الحديث عن سيارات المستقبل لا ينقطع، ويثير مخيلة العلماء والعامة على حد سواء، فمنهم من يرى أن السيارة الطائرة هي سيارة المستقبل، تماماً مثل تلك التي نراها بفيلم "العنصر الخامس" لـ"بروس ويليز"، ومنهم من يراها عبارة عن حوامات برمائية، تعيد إلى الأذهان المركبة التي صنعها الأمريكي "فرانك ديديك"، والتي تستطيع الطيران بسرعة 40 كيلومتراً في الساعة على ارتفاع 20 سنتيمتراً فوق الأرض المستوية، والبعض الآخر أحلامه أكثر واقعية؛ فيستند إلى بعض النماذج الاختبارية التي يكشف الصانعون عنها بالمعارض الدولية؛ مما يجعلهم يعتقدون أن سيارة المستقبل هي دون شك، تلك السيارات التي تعمل بتقنيات هجينة أو تتبنى أنواعا جديدة من الوقود، ربما يكون الهيدروجين أو الإيثانول العضوي، أو حتى تعمل بالطاقة الكهربائية أو الشمسية. خلاصة القول، الكل يحلُم، ولا يكف عن التخيل!!
وإذا ما استطلعنا الآراء حول كيف تكون سيارات المستقبل القريب، أي في حدود العقدين أو الثلاثة القادمة، فإن مخيلتنا حتماً لن تخرج عن الطراز الاختباري "فيوس" الذي أزاح الصانع الياباني "سايون" Scion النقاب عنه بمعرض نيويورك العام الماضي!!
تصميم "راديكالي" جديد!!
من النظرة الأولى على الواجهة الأمامية للجديدة "فيوس"، تدرك أن تصميمها جاء مغايرا لتصميم سيارات الكوبيه الرياضية التقليدية؛ حيث جاءت بطلة "هجومية" مستوحاة من السيارات سوبر الرياضية GT اليابانية الشهيرة المعروفة باسم JGTC، نجد ذلك واضحا جلياً في تكوين الهيكل الخارجي المكون من قوائم مصنوعة من الألومنيوم أو ألياف الكربون Racing Tub، كما أن الألواح الزجاجية الجانبية كبيرة الحجم أضفت مشهداً بانورامياً للطريق من حولك، كما احتوت على دعامة وسطية -عمود C- لتعزيز الأمان والسلامة لراكبيها.
لا يمكن إغفال الطابع "مفتول العضلات" الذي تستخلصه من الواجهة الأمامية لفيوس، بدءاً من الشبكة الأمامية التي تحوي فتحات تهوية "ضخمة" تعمل على تبريد المحرك، بينما جاءت المصابيح في مستوى مرتفع يوازي غطاء المحرك تقريبا لفرض الطابع الرياضي الممزوج بالهيبة. أما عن المؤخرة، فجاءت رفارفها "نافرة" بعض الشيء مع احتوائها على مصابيح خلفية رأسية، كما برزت مخارج العادم المزدوجة -دائرية الشكل- والتي تعمل كمصابيح ضباب أيضاً؛ حيث تستقر لمبات إضاءة خاصة بالحواف الدائرية لمخارج العادم، ناهيك عن العجلات كبيرة الحجم قياس 20 بوصة والتي تستقر عليها أضواء فئة LED فائقة التوهج على كل ذراع من أذرع العجلات.
أما عن سقف "فيوس"، فمكون من لوحين زجاجين أفقيين يمتدا بطول السقف كله، ويفتحان في أي اتجاه لإضفاء مزيد من الحرية للركاب جميعهم للاستمتاع برؤية الطبيعة من حولهم، كما يمكنك إضفاء لمساتك الشخصية على السيارة، بحيث يمكن برمجة إضاءة المصابيح الخلفية والأمامية والضباب بلونك المفضل، مع إمكانية تحميل الصور ولقطات الفيديو الحية وعرضها من خلال شاشة من الكريستال السائل LCD مثبتة خلف الشعار الأمامي!!
كلمة السر.. التقنيات المتقدمة!!
تعتمد "فيوس" على نظام القيادة الإلكتروني المعروف باسم Drive-By-Wire متأثراً كثيراً بمعالم سيارات السباق وأدوات التحكم في أجهزة ألعاب الفيديو الحديثة، ودمجها جميعا في مقصورة قيادة متطورة، كما نجد أن المركز الإعلامي الممتد بطول تابلوه الأدوات يمثل العمود الفقري للمقصورة؛ حيث يمكن للركاب مشاهدة الأفلام أو الاستمتاع بألعاب الفيديو، أو الاثنين معا، عبر شاشة عرض بقياس 10.5 بوصة!!
هناك ثلاثة محاور رئيسية تدور حولها مقصورة الـFuse: تأتي القيادة على رأسها ثم محورا الفيديو وحمولة الأمتعة. فإذا أردت الاستمتاع بوسائل الفيديو فكل ما عليك أن تطوي مقعد الراكب الأمامي كلية واستخدامه كمنضدة أو مسند للأرجل، عندئذ يستمتع الركاب بمشاهدة تطبيقات الفيديو المختلفة على شاشات العرض الكبيرة، ويستفيدون من تقنية الربط اللاسلكي "الواي فاي" Wi-Fi لسهولة الاتصال بالإنترنت لإرسال رسائل فورية لأصدقائهم. أما عند وضع القيادة، فتغلق شاشات الفيديو وتعرض عليها كافة المعلومات الحيوية للسيارة التي تهم السائق.
ولكن عند اختيار وضع الحمولة القصوى للأمتعة، فيمكن طي مقعد الراكب الأمامي والمقاعد الخلفية كلية، للاستفادة من مساحة كبيرة خالية للأشياء كبيرة الحجم، كما بات من الممكن الاستعانة بمساحة أخرى أثناء "ركن السيارة"؛ حيث يتحول الباب الخلفي إلى مقعد خارجي عبر مجسات استشعارية بمقدمة الصادم الأمامي تقوم بتحويل الباب الهاتشباك الخلفي إلى مقعد إضافي، ناهيك عن تجهيزه بسماعات صوتية مثل تلك المدعم بها "دودج كاليبر" الجديدة!!